مشاركة مميزة لمنظمة المرأة والمستقبل العراقية في مؤتمر : التغير المناخي يهدد النساء والنازحين في العراق ويتطلب استجابة عاجلة

بغداد، 26 شباط 2025
شاركت رئيسة منظمة المرأة والمستقبل العراقية الدكتورة ندى الجبوري كمتحدثة في مؤتمر “التغير المناخي وتأثيره على النساء وفرص العمل بين النازحين”، الذي نظمته جمعية نساء بغداد في فندق بابل، أن النساء والنازحين هم الفئات الأكثر تضررًا من الأزمة المناخية في العراق، في ظل غياب سياسات حكومية فاعلة للتصدي لهذه التحديات.
حيث ناقشت الدكتورة الجبوري ورقة السياسة حول التغير المناخي وتأثيره على النساء وفرص العمل بين النازحين في محافظتي الموصل وصلاح الدين، والتي تم عرضها من قبل الأستاذ يوسف حوشنا بالتعاون مع جمعية نساء بغداد. وشددت على أن عدم استقرار البيئة يؤدي إلى زيادة معدلات الفقر والبطالة بين النساء النازحات، مما يهدد استقرار الأسر ويقلل من فرص العيش الكريم.
وانتقدت الدكتورة الجبوري فشل الحكومة العراقية في المصادقة على اتفاقيات المناخ العالمية مثل COP28 وCOP29، رغم وجود وثيقة سياسية للتغيرات المناخية. وأكدت أن العراق لم يحقق العدالة المناخية، حيث يعاني جنوب العراق أكثر من غيره بسبب ندرة المياه والجفاف الحاد، يليه الوسط، بينما يتأثر الشمال بدرجة أقل بسبب الحماية الطبيعية التي توفرها الجبال.
كما أوضحت أن العراق لا يزال يعتمد بشكل كبير على الطاقة الأحفورية، في وقت ينبغي فيه التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة مثل الشمس والرياح، واستثمارها بشكل استراتيجي لتخفيف آثار التغير المناخي على المجتمع.
وأكدت الدكتورة الجبوري أن التغيرات المناخية تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية للنساء، خاصة بين النازحات والمزارعات اللواتي فقدن أراضيهن ومصادر رزقهن. وأشارت إلى أن الأمراض الانتقالية مثل الكوليرا، التيفوئيد، واللشمانيا باتت أكثر انتشارًا بسبب تلوث المياه وغياب البنية التحتية الصحية الملائمة. كما أكدت الدراسات أن الجفاف وارتفاع درجات الحرارة يزيدان من أمراض القلب والمناعة، مما يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة.
وشددت على أن العراق بحاجة إلى سياسات صحية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية، وتوفر حلولًا لحماية الفئات الأكثر ضعفًا، خصوصًا النساء والنازحين الذين يواجهون أعباء مضاعفة.
#الحلول_والتوصيات
قدمت الدكتورة الجبوري مجموعة من التوصيات العاجلة، أبرزها:
1. إطلاق حملة مناصرة ومدافعة بقيادة المجتمع المدني والجهات الدولية لمطالبة الحكومة العراقية بتطبيق التزاماتها البيئية.
2. إصلاح أنظمة الري والمياه لتقليل آثار الجفاف وتعزيز الأمن المائي في العراق.
3. الاستثمار في الطاقة النظيفة كبديل للطاقة الأحفورية، ووضع سياسات تدعم تحول العراق إلى اقتصاد مستدام بيئيًا.
4. إشراك النساء في صنع القرار البيئي لضمان أن تكون الحلول المناخية أكثر شمولًا واستدامة.
5. تفعيل المادة 33 من دستور العراق لعام 2005، والتي تنص على حق كل فرد في بيئة سليمة، مع تطبيق تشريعات تحمي حقوق العراقيين في العيش في بيئة نظيفة ومستقرة.
وفي الختام أكدت أن التغير المناخي ليس مجرد قضية بيئية، بل هو تحدٍ اقتصادي واجتماعي يمس حياة النساء والنازحين بشكل مباشر. وحذرت من أن العراق لم يعد يملك رفاهية الوقت، مشددة على ضرورة التحرك الفوري قبل تفاقم الأزمة ووصولها إلى مستويات تهدد مستقبل الأجيال القادمة.
#منظمة_المرأة_والمستقبل_العراقية




