مركز الاستماع والارشاد

العنف المنزلي في زمن جائحة كورونا _19

مركز الاستماع والارشاد للدعم القانوني والاجتماعي والنفسي لمنظمة المرأة والمستقبل العراقية / المشاورة القانونية المحامية ساهرة الجنابي

ازدادت في الآونة الاخيرة اعمال العنف في المجتمع العراقي نتيجة للتراكمات المحلية والعالمية فأصبح الفرد العراقي يعاني في حياته كل انواع المعاناة النفسية والعملية والاقتصادية  فمن الناحية المحلية ونتيجة لكثرة التظاهرات التي خرجت في تشرين الاول من العام الماضي وغلق الطرق ادت بالكثير من العمال الى ترك محل عملهم وبدأ شبح البطالة يخيم على الاسرة الذي من شأنه خلق عدة مشاكل عائلية جسيمة خصوصا اذا لم يكن لهذه العائلة ادخار يعينهم على تخطي هذه الحالة الاليمة.

ونتيجة لهذه العوامل بدأت العوائل تعاني من الفقر الذي وصل في البعض تحت خط الفقر مما ادى الى طرق ابواب الرعاية الاجتماعية للحصول على المعونة الاجتماعية وهذه بدورها تحتاج الى وقت ومراجعات كثيرة مما ادت هذه الحالة الى تسرب الاولاد من المدرسة وتركهم المدارس ونزولهم الى ساحات العمل البسيطة او التسول في الطرقات وهذه مشكلة اجتماعية خطيرة اضيفت الى مشاكل المجتمع لأنها تخلف عدم مراقبة الاهل لسلوك الاولاد وخارج نطاق البيت وكذلك ادت الى اعظم عنف ضد المرأة الا وهو زواج الفتيات الصغيرات نتيجة للعوز المادي وعدم استطاعت العائلة تلبية احتياجات التعليم والمعيشة وبالتالي حدوث مشاكل اسرية لديها لعدم خبرتها واطلاعها على الامور الاسرية مما يؤدي الى كثرة المشاكل بينهما ومن ثم “الطلاق” .

الان اضيفت لهذه المشاكل جائحة كورونا المستجد التي اطلقت بظلالها على جميع انحاء العالم ومن ضمنها بلدنا والتي عطلت الاعمال وتوقفت الحياة الاقتصادية وكذلك الازمة الاقتصادية التي القت بظلالها على بلدنا بتخفيض اسعار النفط ونزول اسعاره الى ادنى المستويات.

كل هذا تحملته المرأة مما اضاع الكثير من استقرارها النفسي والمعيشي والذي بدوره ساهم مساهمة كبيرة في ازدياد العنف المنزلي وازدياد اعداد المنتحرين وكذلك قتل الاولاد وافرادالعائلة في كثير من الاسر نتيجة لازدياد ظاهرة المخدرات التي يعاني منها مجتمعنا. كل هذا ادى الى زيادة العنف ضد المرأة والطفل لذا يجب علينا ان نقف وقفة مشرفة للمساهمة في التخفيف من هذه الضغوط عن طريق اقامة ورش عمل لزيادة التمكين الاقتصادي للمرأة في ظل هذه الظروف.

جميع الظروف التي ذكرت اثرت بشمل مباشر على الاطفال المسجلين لدى منظمة المرأة والمستقبل العراقية في سجل مشاهدة العوائل المنفصلة والمطلقة لأطفالهم من خلال مركز الاستماع والارشاد للدعم القانوني والاجتماعي والنفسي حيث تأخرت مواعيد المشاهدة منذ اول اعلان خلية الازمة حظر التجوال في 17 شهر اذار وحتى يوم 26 نيسان تحول حظر التجوال الشامل الى جزئي الا ان المنظمة لم تتمكن من توفير اوقات المشاهدة خوفا من ازدياد انتشار الوباء خاصة وان اغلب قرارات المشاهدة معها اصطحاب وبالتالي اثرت بشكل كبير على نفسية الاباء والابناء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى