دراسات وبحوث

شباب الانبار( الواقع والحلول)

  الشباب هم أغلى ما تملك الدولة من طاقاتها البشرية، فهم قوة احتياطية تعدّ نفسها لتسلم مهام الحياة، وكيف ما يكون الشباب يكون مستقبل الدولة، لذا فإن العناية بجيل الشباب ورعايته جزء من التخطيط لمستقبل الدولة، والحرص على مكانتها, وإن التفكير باستيعاب طاقات الشباب، ورعاية طاقاتهم ، وتنمية قدراتهم وملكاتهم ، مسؤولية الدولة والمجتمع والأسرة ، وفي حال عدم استيعاب تلك الطاقات الشبابية ولم يتم توظيفها ، تتحول إلى عمليات هدم وتخريب في المجتمع ، بل وتنعكس على كيان الفرد نفسه انعكاساً سلبياً.

الانبار مدينة ذات طابع عشائري محافظ قد تختلف بخصوصيتها عن باقي المحافظات بكون سكانها ذو ميول بدوي وعاطفي بعيد عن العقلانية ولا يومن بالديمقراطية ميال للحكم المركزي يهاب السلطان القوي العادل يسخط من الحاكم الضعيف الفاسد ولائهم مطلق للارض التي يعيشون عليها .

تحتل الانبار مكانة استراتيجية واقتصادية مهمة, عانت ومنذ عام 2003 من اشكالية الموقف والتمييز بين المقاومة والارهاب وبالتالي وقعت ضحية مؤامرات السماسرة دفعت ثمن باهظ في البنية الاقتصادية والتحتية والبشرية فضلا عن السمعة الارهابية التي لصقت بها, والذي انعكس سلبا على شبابها وللوقوف على طبيعة مشكلة الشباب لابد من وصف الواقع ثم اعطاء للحلول المناسبة لها.

اولا واقع شباب الانبار

إن واقع الشباب العراقي بشكل عام والانبار بشكل خاص يعاني من جملة الازمات ، هزت منظومة القيم والمبادئ لدى الشباب وظهرت هموم ومشكلات نبرز من أهمها مايلي :

1- الفراغ التربوي : تعاني الانبار من قصور تربوي حاد سواء في الحياة العامة او المدارس فهنالك فجوة كبيرة بين الابناء والاباء وقصور كبير في المناهج الدراسية انعكس سلبا على تكوين الشخصية الانبارية والشباب هم أكثر فئات المجتمع تأثيراً بالفراغ التربوي مما انعكس على بناهم النفسية والعقلية وتوجيهاتهم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والقومية.

2- أزمة التعليم والأمية : ويقدر عدد الشباب في الانبار حوالي (400) الف من عدد نفوس المحافظة البالغ (1,800) مليون وثمانمائة إن هذا العدد الضخم سلاح ذو حدين فإن استطعنا أن نحقق تعليماً فعالاً ينسجم مع حاجات المجتمع ويلبي طموحات خطط التنمية ، ويواكب التغيرات والتطورات داخل الدولة ، فإن كل ذلك سيحدث ثورة اجتماعية واقتصادية في غضون سنوات محددة ، بشرط أن لا يبقى حال على وضعه الراهن ، فالعراق يعيش تراجعاً مستمراً في دخله القومي ، ويتوقع له مزيداً من التراجع بسبب عوامل عديدة داخلية وخارجية ، اذ أن الشباب خريجي التعليم على مختلف مستوياتهم سيشكلون مزيداً من العبء على المجتمع بكامله ، وبدلاً من أن يقودوه إلى الأمام فإنهم سيكونون قوة كابحة لتقدمه وتطوره وبخاصة فإن عدد خريجي الجامعات يزداد بصورة كبيرة، وبالتالي أصبح الأسلوب السائد هو أسلوب الحفظ والتلقين ، وتغيب النقاش والحوار ، ومن هنا ظهرت أمية الحضارة إن لم يكن التخلف الحضاري .

3- ظاهرة البطالة :يرتبط مفهوم البطالة بوصف حالة المتعطلين عن العمل وهم قادرون عليه ويبحثون عنه ، إلا أنهم لا يجدونه ، وعليه فان جيش من الشباب العاطل عن العمل هم بمثابة قنبلة موقوته قد تنفجر في اي وقت تسبب كارثة في الوقت الذي من الممكن ان تستغل الجهات المتطرفة هذا الحال اذا استمر اكثر.

4- التطرف والارهاب: نتيجة للإهمال المتعمد لفئة الشباب وسياسة الاعتقالات العشوائية من قبل الامريكان والحكومة خلال السنوات الماضية بدواعي امنية تم اعتقال الكثير من الابرياء الذين تحولوا فيما بعد نحو ثقافة الكراهية بسبب السلوكيات غير المقبولة التي استغلت من قبل جهات متطرفة لتكون بيئة خصبة لنمو الفكر الارهابي بين الشباب واصبحت ظاهرة بعدما كانت محافظة الانبار تمقت هذا الفكر الظلامي.

5- الازدواجية بين البداوة والحضارة: يعاني شباب الانبار من اشكالية فكرية هو صعوبة الاختيار بين القيم العشائرية والتحول نحو التحضر باعتبار ان لغة العصر هو الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي اثرت سلبا في تغيير سلوكيات الشباب ودفعهم نحو العزلة وصعوبة الاختيار بين القيم الموروثة والثقافة الوافدة عبر الانترنت.

اسباب تلك التحديات:

الظروف الاقتصادية السائدة وضعف الموارد المالية للدولة.
الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع كالتقليل من شأن الشباب والتمييز بين الرجل والمرأة.
ضعف الوعي بمفهوم وفوائد المشاركة في العمل الاجتماعي التطوعي.
قلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية التي تنفذها المؤسسات الحكومية والأهلية.
قلة البرامج التدريبية الخاصة بتكوين جيل جديد من المتطوعين أو صقل مهارات المتطوعين.
المشكلات الاجتماعية، مثل مشكلة البطالة والعنوسة والانحراف .

اهم الحلول المؤثرة في كسب الشباب:

ولتفادي كل هـذه الأدوار السلبية التي يقوم بهـا الشباب في المجتمـع، لابد أن تسعى كل العناصر المسؤولة في هذا الدولة والجهات النافذة ذات السلطـة والتدبير والتسيير لاسيما مؤسسات المجتمع المدني ، إلى خلـق أساليب وآليات تؤدي إلى استثمار طاقـة الشباب وقوتهم. واهم تلك الوسائل:

ايجاد فرص للعمل والشغـل لامتصاص أكبر قدر من البطالـة المنتشرة في المحافظة.
تحقيق الامن والاستقرار الذي ينعكس ايجابا على الشباب.
خلق أنشطـة رياضية: من اجل النهوض بهذه الفئـة والرفع من مستواها
التأكيد على العمل الاجتماعي وتعزيز انتمائهم ومشاركة الشباب في مجتمعهم,
التأكيد على نشاطات المؤسسات الحكومية وغير الحكومية:
تعزيز روح المبادرة لدى الشباب، وإطلاق الطاقات للمنافسة الشريفة في الإبداع والابتكار.
تعزيز قيم التسامح والتآخي, وقبول الأخر من موقع الاختلاف والإقرار بوجوده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى